عودة الصـــــدِّيق بقلم : الشاعر عبد الرحمن البجاوى

عودة الصـــــدِّيق

قد عاد من (ليمانـــــه) يوسفُ ****** شهما كريماً فكـــــــــره مرهَفُ

يحتضن الشمسَ التي أثمرتْ ********* فاندكّ عرشٌ ظــــالمٌ مجحفُ

في مصرَ،في ليبيا،وفي تونسٍ ***** والشّـــــامُ،والشــــــرقُ له تهتفُ

يقـــول للكون: أنــا مؤمـــــــنٌ ******** بالله، بالأرض التــــــــي آلفُ

وحطّم الأغلال لمــــّا اغتدى ******** وبات في القيد الألى زخرفوا!!

فارتجّتِ الآفـــا قُ من صيحةٍ ***** فيها (العزيزُ) وجهـــه صفصفُ!!

حتى انحنى رأسٌ كصخر عتا ******* وانزاح عرشٌ واجـــــمٌ مسرفُ

هذي (زلَيخــــا )دون أشياعها ******** تبكي ،وطارَ الزيفُ والأصلفُ

وهـــامـــــةٌ ســـوداءُ مقمـــوعةٌ ****** أوّاه من يحنــو؟ ألا مسعف؟!

*****

قد كبّرتْ ملءَ الدنا نجمــــــةٌُ ******* تنســــــــــاب عدلا خيُره وارفُ

في ثورة آلاؤهـــــــا وَحـــــــدةٌ ******* تروي عطاشا ،والندى واكفُ

من كلّ صِنديدٍ غزا فارســــــــاً ****** يؤدّب الطّاغيـــــــنَ لو جازفوا

ودمـــــدم (النِتّ) بأشبــالهــــــا ***** وأجــــــج الشعلةَ من ثُقّفـــــــوا

شاه النظام ؛فاجمِعـــوا أمركم ********* أنّ الألى بادوا فمن يخـــلفُ؟

حضـــارتي تاريخُهــــــــا نابضٌ ****** هل يرحمُ التاريخُ من زيّفوا؟!

وشوّهــــــــوا أمجادَها وانتشُوا ****** من كلّ تبر ٍضمّه القــــاطــــف

وربّك الجبــــــــــــار أوحى لها ****** فزُلزِلتْ أركانُ من سوّفــــــــوا

****

كم شاقنـــــا حلمٌ بأعماقنـــــــــا ***** يرتاع عمرا والأســــــــى نازفُ

والمرُّ في الأفــــــــــواه أدواؤه ****** ضاق بها الصدرُ الذي يرجُفُ

والنيل في داري بدا واهنـــــاً ***** لو فاض لا يبدو له مصـــــــرفُ

والقوت قــــد عــزّ؛ فما يُشتهَى ***** يباعُ بخساً للذي يجـــــــــــرفُ

وكلُّ ممنـــــوع غــــدا شــــائعا ******* فالكَيفُ مبذولٌ لمن أُترفوا!!

فمن نناجي والدّياجي عوتْ ******** ذئابها والأسْــــدُ لا تكشـــــــفُ

والأمنُ –يالله-أطماعه استشرتْ، ******** فهل تـــــاه الذي حرّفوا ؟

****

في مطلع العام ارتوى بالدّما ******** ثغري وفـــــــاح السرُّ والقائفُ

ومريمُ العـذراءُ في طهـــــــرها ***** مرجومةٌ ، والجُرمُ لا يوصـــفُ

وحولهــــــــا من رُوّعـــــوا غيلةً ***** وفي يديهم ينطق المصحفُ!!

وجُرّفتْ عقولنا في الثــــــــرى ******* والناهبـــــــون كنزها خطرفوا

فاستيقظ الميـــدان في ضجّةٍ ********* تقول سِلما ؛ فانبرى القاصفُ

وساحتِ الجِمــالُ في هَوجة ******** تدوس، والتيسُ لهــــــا يصرفُ

وروّعتْ أمٌّ تناجــــــي الحمى : ****** إنّا الفدا ،والعِرضُ لا يقـــــذَفُ

تحنو على فلْذاتها حســـــــــرةً ****** ودمعها في قلبهـــــــــــــا ذارفُ

وثار صمت النيل في حكمـــة ******** أطيارها بين الدمــــــــــا تأنفُ

أجراسُهــــــــا ترفـــــــع ترنيمها ***** تتلو لمن صلّوا ،وما جدّفـــــوا

فكان ما كان بــــــلا فِريـــــــــــةٍ ****** وجل ّربّي حافظـــــــــــا يرأفُ

****

قد عادنا العـــــــامُ بخيرٍ همَى ******** وعودة الصدّيـــــــق إذْ يُشرِفُ

وحطّم السجــــــــــــنُ وسجّانُه ******** وسنبلات ُالقمـــــــحِ لا تتلَفُ :

غوري زُلَيخا فالمدى حارسٌ ************ ما شاد أجدادي وما صنّفوا

وراودي طيف المنون انجلَى ********** واللهُ يجزي كلَّ من أنصفوا!!

عبد الرحمن البجاوي

عضو اتحاد كتاب مصر

...........................................

ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/18/254607.html