عودة الصـــــدِّيق
قد عاد من (ليمانـــــه) يوسفُ ****** شهما كريماً فكـــــــــره مرهَفُ
يحتضن الشمسَ التي أثمرتْ ********* فاندكّ عرشٌ ظــــالمٌ مجحفُ
في مصرَ،في ليبيا،وفي تونسٍ ***** والشّـــــامُ،والشــــــرقُ له تهتفُ
يقـــول للكون: أنــا مؤمـــــــنٌ ******** بالله، بالأرض التــــــــي آلفُ
وحطّم الأغلال لمــــّا اغتدى ******** وبات في القيد الألى زخرفوا!!
فارتجّتِ الآفـــا قُ من صيحةٍ ***** فيها (العزيزُ) وجهـــه صفصفُ!!
حتى انحنى رأسٌ كصخر عتا ******* وانزاح عرشٌ واجـــــمٌ مسرفُ
هذي (زلَيخــــا )دون أشياعها ******** تبكي ،وطارَ الزيفُ والأصلفُ
وهـــامـــــةٌ ســـوداءُ مقمـــوعةٌ ****** أوّاه من يحنــو؟ ألا مسعف؟!
*****
قد كبّرتْ ملءَ الدنا نجمــــــةٌُ ******* تنســــــــــاب عدلا خيُره وارفُ
في ثورة آلاؤهـــــــا وَحـــــــدةٌ ******* تروي عطاشا ،والندى واكفُ
من كلّ صِنديدٍ غزا فارســــــــاً ****** يؤدّب الطّاغيـــــــنَ لو جازفوا
ودمـــــدم (النِتّ) بأشبــالهــــــا ***** وأجــــــج الشعلةَ من ثُقّفـــــــوا
شاه النظام ؛فاجمِعـــوا أمركم ********* أنّ الألى بادوا فمن يخـــلفُ؟
حضـــارتي تاريخُهــــــــا نابضٌ ****** هل يرحمُ التاريخُ من زيّفوا؟!
وشوّهــــــــوا أمجادَها وانتشُوا ****** من كلّ تبر ٍضمّه القــــاطــــف
وربّك الجبــــــــــــار أوحى لها ****** فزُلزِلتْ أركانُ من سوّفــــــــوا
****
كم شاقنـــــا حلمٌ بأعماقنـــــــــا ***** يرتاع عمرا والأســــــــى نازفُ
والمرُّ في الأفــــــــــواه أدواؤه ****** ضاق بها الصدرُ الذي يرجُفُ
والنيل في داري بدا واهنـــــاً ***** لو فاض لا يبدو له مصـــــــرفُ
والقوت قــــد عــزّ؛ فما يُشتهَى ***** يباعُ بخساً للذي يجـــــــــــرفُ
وكلُّ ممنـــــوع غــــدا شــــائعا ******* فالكَيفُ مبذولٌ لمن أُترفوا!!
فمن نناجي والدّياجي عوتْ ******** ذئابها والأسْــــدُ لا تكشـــــــفُ
والأمنُ –يالله-أطماعه استشرتْ، ******** فهل تـــــاه الذي حرّفوا ؟
****
في مطلع العام ارتوى بالدّما ******** ثغري وفـــــــاح السرُّ والقائفُ
ومريمُ العـذراءُ في طهـــــــرها ***** مرجومةٌ ، والجُرمُ لا يوصـــفُ
وحولهــــــــا من رُوّعـــــوا غيلةً ***** وفي يديهم ينطق المصحفُ!!
وجُرّفتْ عقولنا في الثــــــــرى ******* والناهبـــــــون كنزها خطرفوا
فاستيقظ الميـــدان في ضجّةٍ ********* تقول سِلما ؛ فانبرى القاصفُ
وساحتِ الجِمــالُ في هَوجة ******** تدوس، والتيسُ لهــــــا يصرفُ
وروّعتْ أمٌّ تناجــــــي الحمى : ****** إنّا الفدا ،والعِرضُ لا يقـــــذَفُ
تحنو على فلْذاتها حســـــــــرةً ****** ودمعها في قلبهـــــــــــــا ذارفُ
وثار صمت النيل في حكمـــة ******** أطيارها بين الدمــــــــــا تأنفُ
أجراسُهــــــــا ترفـــــــع ترنيمها ***** تتلو لمن صلّوا ،وما جدّفـــــوا
فكان ما كان بــــــلا فِريـــــــــــةٍ ****** وجل ّربّي حافظـــــــــــا يرأفُ
****
قد عادنا العـــــــامُ بخيرٍ همَى ******** وعودة الصدّيـــــــق إذْ يُشرِفُ
وحطّم السجــــــــــــنُ وسجّانُه ******** وسنبلات ُالقمـــــــحِ لا تتلَفُ :
غوري زُلَيخا فالمدى حارسٌ ************ ما شاد أجدادي وما صنّفوا
وراودي طيف المنون انجلَى ********** واللهُ يجزي كلَّ من أنصفوا!!
عبد الرحمن البجاوي
عضو اتحاد كتاب مصر
...........................................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/18/254607.html