فى موقعة ستاد بورسعيد كتب : الشاعر عبد الرحمن البجاوى

ذهب الشبابُ إلى الملاعب ِواثبا يرنو لفاتنةٍ تطوف مذاهبــــــا

وعلى المقاعدِ يجلسون بفرحةٍ وهُتافُهم شقَّ الفضا متجاوبــــا

هدفٌ تلا هدفاًّ يصفّقُ فاشهدوا الله أكبرُ,مرحباً,يامرحبـــــــــا!!

أُسْد الملاعبِ يعرضون فنونهم من أجل ساحرةٍ ترودُ الكوكبـــا

وتقاتـلوا حُبّا لعينيها ,وكم بذلوا الملايينَ التي تُحيي الصّبــــــا

والوقتُ مرّ على الشباب مسارعاً واستعذبوا فيه الحديث مشاربا

وانداح سيلٌ جارفٌ لعصائبٍ من كل فجّ يزرعون نوائبــــــــــــا

فانقضّ(قابيل)اللعينُ مقطّعاً (هابيلَ)في عنفٍ يقدّ مناكبــــــــــــا

فالنارُ تكوي والرصاصُ مدمدمٌ والسيفُ يحتزُّ الرقابَ أطايبــا!!

وقضى الشباب بجرم فتنة حاقدٍ يأبَى الأمانَ لمصرَ يشرقُ مركبا

****

الكلُّ في وسط الملاعبِ تائهٌ وبه الجراحُ تفورُ حتّى غرَّبــــــــا

عبث الشياطينُ الحواةُ برأسهم واستمرءوا سفكَ الدماء مثالبا

وتفننوا في حرق مصرَ بويلهم والنادبون مع الفضا شهروا الظُّبَى

هل هذه بلدٌ تسـامح أهلُها وتآزروا بالحـقّ يقنعُ لاعبـــــــــــــا؟

هل هذه قِيم الشهامة تعتلي فوق الكرامة إذ تسودُ مطالبــــــــا؟

هل هذه دارُ البطـولةِ حققت أمجادَ مصر َوأدّبتْ متحاربـــــــــا؟

إنّا لنعرفُ(بورْسعيدَ) عفية صدّت جيوش المعتدينَ جوانبــــا!!

هل أنها أمستْ سفينةُ عابثٍ غرقتْ بمن فيها فداس كواعبـــا؟

أم أنها عادتْ مناحةَ أمةٍ وبها المغـــــــــولُ مع التتارِ تشاغبا؟

إنَّ الخيانة في الملاعب نِقمةٌ باتتْ أفاعيهــــــــا تدُسُّ عقاربا!!

فمَنِ الملومُ؟ منِ ا لمُلام ُوحالُنا في عالَم ٍ أمسى يغيث الهاربا؟

حتّى يرى أرض الكنانة بؤرةً قد راح عاقلُها وصارتْ مِخلبا!!

****

لاتجزعي أمَّ الشهيدِ ففي غدٍ تزكو الدماءُ ومَن بها قد ْخُضِّبـــا

إنّا لنعلُو فوق كلّ مصيبةٍ ففــــداءُ مصـــــــرَ غدا الأعزَّ الأغلبا

فاستيقظوا،وتوحّدوا في وقفةٍ لله تبذل روحهــــــــــا تحنو أبــا

مصرُ الكنانة ُأمُّنا عبَراتُها تدعو بنيها أنْ يصــــــــــدّوا النّاهبا

واللهُ حافظها وراعي نيلها بشبابهــــــــــــا الواعي يدك الأكذبا

ندعوك يا ربّاه تعصمُ أمَّنا كلَّ الشراذمِ أن تحققَ مأربـــــــــــا!!

ولأنتَ هادينا لدار سعادةٍ وتذيق من باعوا الضميَرمصائبــــا!!

شعر /عبد الرحمن البجاوي

عضو اتحاد كتاب مصر

................................................

ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/16/254476.html