في عيدها الماسي بقلم الشاعر الكبير : عبد الرحمن البجاوى

في عيدها الماسي
أشعلتِ كل مرافيء الأشعـــار ** لمّــا تألّق نابضـا قيثاري
فكتبت سِفرا في ارتحـال عواطفٍ ** مشبوبــة تحيا بطيف أُوارِِ
تغزو الأصائل والديـاجي والضحى ** قبسا بشمس العلم في إصرارِ
في بسمــة عُذْريّــة وتفـاؤل ** بالفجـر يوقظُ جوقةَ الأطيار
يا كم تعـانق فكرُها في ساحــةٍ ** للخيل راقصةٍ بـلا مزمــار
أغـدو وأسبحُ في شواطيء نشوةٍ ** عربية الإيقاع مـلء حـِوار
حتى التقينا والجــوى متعـانقٌ ** في خُضـر أفنانٍ بحُلو ثمار
نرعى العوالــم طُهـرُها متدفّقٌ ** يسمو على النزَوات كالتيّـار
****
هــل كنت إلا ّواحــةً ريفيـةً ** أمسى يموسقها ربيـعُ ديار؟
لمــا نزلت بكعبــة آلاؤهــا ** جادت بترنيم لدى أسفــار
فرحمت قلبـا طائفــا في موكبٍ ** يخطو بأجنحـــةٍ لأيّ مدار
ورسمت آفاقـــا يناغمُ سربهـا ** روحي بأنغام الهوى المدرار
فانداح نورُ الكــون ملء عيوننا ** نجني الشُّهاد على ُربا النوّار
سبحان من جعل الجمــال منارةً ** عُلويةً تشدو بفـنّ ساري !!
إيمانُها يروي عيـــون حروفنا ** في آيةٍ قدسية الأســـرار
نغدو نروح مع الحيـــاة برفقة ** طابت جنىً متناغم الأشعـار
في عيدنا الماسي نكتب عنــوةً ** كم تاه عاشقها بلا إبحــار
****
لم نستعـــز ّبلـــذة وسنانةٍ ** بل نعشَقُ الأطهار دون سوار
أو نستكيــنُ لغــــادة فتّانة ** كم تاه عــابدها بلا إبحـار
من كلّ نهر قــد نهلنــا قطرةً ** والله يعلم ما بها من عــار!!
لنعيد أمجاد الألى حرسوا الحمـى ** بشهادة جادت بكل فخـــار
حسبي من الكاسات رشفة عابـر ** صلّى وصـام لربّه الغفــار
فلتنعـمي يا من أنارتْ مهجــةً ** لله تسجــد في تُقى الأخيار
وترفّقي بخُطى المشيب وضَعفـه ** فلكم نهلتِ وأنت ملءُ إزاري
والله حافظنا بمحـراب الهــدى ** في فيض جودكِ دونما إعصار!!
****
يا عيــدها الماسيّ دمتَ مضوّئا ** بحروفك البيضــاء في إكبار
دام اللقـاءُ بفيض شعرك مهجتي ** إني حفظتُ فهل نسيتِ جواري؟
بشراكِ يا بشــرى لقلب عاشقٍ ** آلى يغرّد فيِكِ باســم الباري !!
حتى تقبل روحُــه من سارعوا ** ومضَـوا لعرش دائم الأنوار!!
شعر /عبد الرحمن البجاوي
عضو اتحاد كتاب مصر