قصيدة مشهد مسرحى

قصيدة مشهد مسرحى

مشهد مسرحي

انطفأت أضواء المسرح ذات مساء

وانطلقت دقات بلهاء

تاء , ياء , واو , كاف

فارتفع ستار الكوميديا الدموية

وتقدم بطل الأسطورة

والجوقة ترقص والحور المخمورة

ألحان المأساة الهزلية

***

مأخوذا أجلس بين التعساء

ويدور بأقصى المسرح بركان

لا كلمات

وتقدم في أبهي حلة

شاعر كل عصور الطغيان

يمسك سيفا وقلادة

ينشد أغنية (هرقل) الأزمان

وتزغرد كل جواري السلطان

مرحى مرحى بالنبلاء

لما أدركه الإعياء

***

وانطلقت فوق المسرح عصفورة

طارت ,حطت, نقرت عين البطل المنهار

من يعطيني سيفا أسحق هذي المغرورة ؟

من يمنحني ضوء الصبح فاجتث بنات الديرة؟

والجوقة ما زالت مخمورة

غرق القرصان الأعمى

فأضاء المسرح بعد دقائق معدودة

بحث النظارة في ردهات المقصورة

غنوا أغنية العشق الموتورة

صار المارد أسطورة

هب النظارة فوق بساط السلطان

شهقت أم دمعتها شريان ينزف: وا غوثاه

هب النظاره نحو هدير البركان

فرت كل خيول الميدان

داست تجار الكلمات

وانطلقت تكتب أحرفها المسطورة

كاف , واو , ياء , تاء

طابت ليلتكم عشاق الريح الهوجاء

لا عذر لشعراء الطغيان

فالحق الأبقى للإنسان .

أغسطس 1990